برنامج علاج لإسترجاع التحكم باليد والأصابع لحالات جلطات المخ



يعكس التطور الهائل للعلوم والتكنولوجيا مدى أهمية العلاج الطبيعى فى علاج وتأهيل حالات جلطات ونزيف المخ والذى ينتج عنها الشلل النصفى الجزئى ، وتعد مشكلة تيبس عضلات اليد والأصابع من أصعب المشكلات والتى يظن الكثير من المرضى بل والفريق الطبى أحيانا أنها مشكلة من الصعب حلها ولقد كان ومازال علم العلاج الطبيعى فى تطور مستمر ليشارك فى حلول كثيرة لمثل هذه المشكلات والتى تحتاج إلى مهارة عالية فى وضع برنامج علاجى

ويقول الدكتور محمد نبيل البحراوى إذا نظرنا وحللنا مثل هذه المشكلة تجد أن السبب الرئيسى لعد السيطرة الحركية العضلية يرجع إلى تيبس عضلات مفاصل الرسغ واليد والأصابع وعد وجود توافق عضلى عصبى بين تلك العضلات بعضها البعض ، فلابد أولا من علاج هذا التيبس لكى يمكن للمريض إستعادة السيطرة الحركية على هذه المفاصلولكى نحقق مثل هذه الخطوة الهامة فى بنامج العلاج لابد من إستخدام الوسيلة الحديثة ، وهى محاولة إدخال مادة داخل هذه العضلات مثل سلفات الماغنسيوم والتى تعمل على إحباط هذا التيبس ، ليتم دخول مثل هذه المواد من خلال إستخدام جهاز الاينتوفوريس ، والذى يعمل على إشباع هذه العضلات المتيبسة بتلك المادة من خلال مسام الجلد الدقيقة جدا دون التأثير على باقى أماكن الجسم ، وتعد تلك الخطوة من أهم الخطوات العلاجية لإسترجاع التحكم الحركى العضلى لليد

ويأتى بعد ذلك كيفية تقوية العضلات العكسية والتى تعمل على رفع الرسغ وفرد الأصابع ، بإستخدام وسائل كثيرة أهمها التنبيه العضلى العصبى الكهربى ويتم تحديد الجرعة والوقت على حسب درجة والضعف ودرجة التيبس العضلى

وأضاف الدكتور محمد نبيل قائلا تنقسم وظائف اليد إلى جزئين أساسيين ، وظيفة حسية والتى يعمل فيها المخ على التعرف على أنواع وملمس وحجم الأشياء ، ووظيفة أخرى يحدد فيها المخ مقدار القوة العضلية التى يحتاج إليها الشخص للإمساك والحمل بهذه الأشياء ، لذلك لابد من وود مشاركة من الوظيفيتين لتؤدى وظائف اليد والأصابع ، ولذلك لابد من التدريب أولا على الإمساك بالأحجام الخفيفة ذات قطر كبير ثم الإمساك بالأحجام الثقيلة ذات قطر أصغر فأصغر ، حتى نصل إلى إمساك الأشياء بين أصبع الأبهام والسبابة ، ويلى هذه الخطوة مباشرة كيفية إسترجاع وربط الذاكرة الحركية بحركات اليد والأصابع ومشاركتها فى الحركة الوظيفية الكلية للذراع، ويتم ذلك من خلال تكرار حركات نموذجية تشبه تماما الحركات التى نؤديها ألاف المرات أثناء الحياة اليومية ، مثال ذلك التدريب على الإمساك بالأشياء ذات الأحجام المختالفة وتوجيهها ناحية الفم أو الكتف الآخر أو خلف الظهر ، وهناك لابد من تركيز المريض فى كيفية أداء الحركة الصحيحة والأتجاه الصحيح، وكيفية إستخدام حاسة النظر أو السمع فى تدعيم مثل هذه الحركات وأدائها ، بمعنى أنه لابد للمريض من متابعة هذه الحركات بالنظر بعمليات حسابية دقيقة لمقارنة هذا البرنامج الحركى بالبرنامج القديم المخزون بطبيعته قبل الإصابة. ولكى يحافظ المريض فى كل جلسة علاجية على ما وصل إليه من حركات إيجابية عليه إرتداء جبيرة تضع الأصابع فى الوضع الوظيفى الصحيح وخاصة أسبع الإبهام والسبابة لما لهما من أهمية ومساحة فى مراكز المخ الحركية ، ومن هنا يمكن لنا القول ليس هناك مستحيلا ما دام هناك علم "وفوق كل ذى علم عليم"

<-- Advertising -->
--------------